تستند القاعدة لمستقبل مستدام إلى الناس. وأشار تقرير المؤتمر العشرين للحزب إلى ضرورة تنفيذ استراتيجية تعزيز البلاد من خلال الكفاءة بشكل شامل. إن تأهيل وتطوير عدد كبير بسرعة من المهنيين ذوي المهارات العالية، المتمتعين بكل من الفضيلة والقدرة، يُعد خطة طويلة الأجل للتنمية الوطنية. وفي هذا المسار الجديد، تم رفع العمل مع المواهب واستراتيجية بناء دولة قوية في مجال المواهب لتتماشى مع العصر الجديد إلى مكانة أكثر بروزًا، مما يوفر زخمًا قويًا وتوجيهًا استراتيجيًا سيمكن الصين من فتح آفاق جديدة في إدارة المواهب للمستقبل.

الموهبة هي جوهر الابتكار، والمفتاح للتنمية، والأساس لنصبح دولة قوية. منذ بداية العصر الجديد، أنجز بلدنا المهمة التاريخية المتمثلة في القضاء على الفقر وبناء مجتمع معتدل الرفاهية بشكل كامل؛ وقد شهدت قوتنا الاقتصادية قفزة تاريخية، وتم حل مشكلة الفقر المدقع بشكل تاريخي، كما أحرزنا تقدمًا كبيرًا في بعض التكنولوجيات الرئيسية، مما مكّننا من الدخول إلى فئة الدول المبتكرة، وبالتالي بدء مسار جديد نحو تحقيق النهضة الكبرى للأمة الصينية بشكل شامل من خلال التحديث ذي الطراز الصيني. وفي جميع القطاعات، لعبت الموهبة دورًا أساسيًا باعتبارها الداعم الأساسي لهذه الإنجازات الهامة التي لفتت انتباه العالم بأسره. وفي الوقت الحالي، يؤدي التطور السريع لموجة جديدة من الثورات العلمية والتكنولوجية، إلى جانب التحولات الصناعية، إلى زيادة المنافسة بين القوى الكبرى في العالم على صعيد القوة الوطنية الشاملة والتقدم التكنولوجي، مما يجعل الحاجة إلى المواهب المؤهلة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. واليوم، أصبحت الأمة الصينية أقرب من أي وقت مضى في تاريخها إلى تحقيق هدفها الطموح المتمثل في النهضة الكبرى، وهي تشعر أيضًا، أكثر من أي وقت مضى، بالحاجة العميقة إلى امتلاك المواهب.

لتنفيذ شؤون الصين بشكل جيد، تكمن المفتاح في الحزب وفي الأشخاص، وخاصةً في المواهب. لقد أثبتت التجربة أنه عندما تكون المواهب قوية، يكون الوطن قوياً أيضاً؛ وعندما تزدهر المواهب، يحقق الحزب السياسي تقدماً. إن جمع الكفاءات البارزة من جميع المجالات على نطاق واسع يعد تقليداً رائعاً وخبرة ثمينة طورها حزبنا خلال قرن من النضال. ومن دون قوة عاملة كبيرة العدد ذات هيكلية مناسبة وصفات ممتازة، سيكون من المستحيل بناء دولة اشتراكية حديثة قوية بشكل كامل. وفي هذا المسار الجديد نحو النهضة الوطنية، يجب علينا جذب أفضل المواهب من جميع القطاعات نحو قضية الحزب والشعب، وتحسين الجودة الشاملة لعملية تدريب المواهب بشكل مستقل، وتعزيز قدرتها على الجذب والتماسك بشكل كامل. كما أن جمع أفضل العقول من حول العالم والاستفادة منها يُعدّ في العصر الحالي مهمة أساسية للحزب لإدارة ملف المواهب بفعالية.

التكنولوجيا هي القوة الإنتاجية الأولى، والموهبة هي المورد الأول، والابتكار هو القوة الدافعة الأولى. في العصر الجديد، يجب أن يركز العمل مع المواهب بشكل أكبر على التخطيط المتكامل مع التعليم والتكنولوجيا، سعياً لبناء آليات جديدة لتدريب وتوظيف المواهب تكون شاملة ومتعددة الأبعاد وعالية الكفاءة. فمن ناحية، يعد التعليم الأساس لتكوين المواهب؛ ففقط من خلال التكامل العميق بين التعليم والتكنولوجيا يمكن ضمان التنمية الشاملة للمواهب والابتكار المستمر. ومن ناحية أخرى، تعد التكنولوجيا القوة المحركة الرئيسية للتطوير، وهي المسرح الرئيسي حيث يمكن للمواهب أن تؤدي دورها. وفي العصر الجديد، لا ينبغي أن يكتفي العمل مع المواهب بتلبية الاحتياجات الأساسية للاقتصاد والمجتمع فحسب، بل يجب أيضاً التركيز على تعزيز الابتكار التكنولوجي والتحديث الصناعي، مما يخلق تكاملاً وتفاعلاً عميقين بين المواهب والتكنولوجيا والسوق.